زحمة ياكازا

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

لم يعد البيضاويون (نسبة إلى الدار البيضاء) يطيقون الازدحام، وأصبحوا يحسون كما لو أنهم وصلوا إلى ما يوازي عدد سكان الصين، فالشوارع مكتظة بالسيارات والشاحنات والحافلات والدراجات النارية والبشر، وصار من الصعب على مواطني العاصمة الاقتصادية الوصول إلى مقرات عملهم في الأوقات المحددة، بعد أن تحولت المدينة بشوارعها الضيقة إلى مساحات "زعيق" واكتظاظ في أوقات الذروة، وصار على من يعمل في شارع محمد الخامس مثلاً ويعيش في حي البرنوصي قضاء ساعتين في الطريق برغم أن المسافة لا تتعدى تسعة كيلومترات، وهي المدة التي تقضيها الطائرة بين الدار البيضاء ومطار "أورلي بباريس".. "زحمة يا كازا زحمة.. زحما وفين الزباين"، هكذا كان يردد عمر (سائق تاكسي) وهو يستمع لأغنية محمد عدوية على "الراديو". السائق المسكين هو أكثر المكتوين بزحام السير، فالأجر الذي يسلمه الزبون لا يساوي مبلغ التعب الذي يشعر به وسط جموع الناقلات، وتيه المارة وكثرة الإشارات الضوئية وحالة بعض الطرق، وما زاد الطريق زحمة أشغال خط التراموي الجديد الذي ملأ الشوارع بالحفريات والتحويلات.
عمر، الحاصل على ليسانس حقوق، يرى أن التراموي سينضاف إلى عدد سيارات الأجرة والحافلات وعربات النقل "المُعطّلة" التي لم تتمكن من حل أزمة النقل في الدار البيضاء. وينظر بكثير من السخرية إلى "التراموي" القادم. عموماً فإن كثيراً من "البيضاويين" أبدوا تذمرهم من الأشغال الخاصة بالمشروع، فأغلبهم يستيقظون على ضجيج الحفر، ولا يستوعبون كيف سيعاد بناء هذه الطرق من جديد، وإعادة تحويل شبكات الماء الصالح للشرب والصرف الصحي والكهرباء والهاتف. ولا يتوقفون عن التأفف من الغبار والأتربة والأوساخ والازدحام الذي تضاعف.
مدير وكالة الدار البيضاء للنقل يوسف إدريس وعد السكان المتضررين بعدم فتح ورش حفر في وقت واحد، وقال: "إن مسؤولي المدينة قرروا أن يبدؤوا من الأحياء التي تقل فيها الكثافة السكانية"، وشدد على أن السلطة ستتولى التواصل مع المواطنين بإخبارهم بالطرق المقطوعة أو التي تشهد أشغال حفر، ودعا رئيس مجلس المدينة محمد ساجد سكان العاصمة الاقتصادية إلى الصبر باعتبار أن "التراموي" ستكون له فوائد اقتصادية واجتماعية على المواطنين.
الخط الأول للتراموي من المنتظر أن "يدب" في سكته عام ٢٠١٢ بتكلفة ٦،٤ مليار درهم مغربي، وهو يمتد على مسافة ٣٠ كيلومتراً، وسيُعمم على باقي أحياء الدار البيضاء البالغة مساحتها أكثر من ١٠٠٠ كيلومتر مربع.